الهوية الشخصية (Personal Branding) لا تقتصر على التأثير الفردي؛ بل تُعد أداة استراتيجية قوية يمكن أن تؤثر على مسار الشركات الكبرى، فالقيادات ذات الهوية الشخصية القوية، لديها القدرة على تشكيل القرارات الاستراتيجية، وتعزيز ثقافة عمل إيجابية تسهم في تحسين سمعة الشركة ومكانتها التنافسية.
كيف تؤثر الهوية الشخصية للقياديين على اتخاذ القرارات في الشركات الكبرى؟
١) بناء الثقة داخل المنظمة وخارجها
- الهوية الشخصية القوية للقياديين تعزز الثقة في قدراتهم وتوجهاتهم.
- الموظفون يثقون في القادة الذين يعبرون بوضوح عن قيمهم وأهدافهم، مما يُسهم في تقبل القرارات الاستراتيجية.
مثال: ساتيا ناديلا Satya Nadella، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، استخدم هويته الشخصية المبنية على القيادة التحويلية والشفافية لقيادة الشركة نحو تبني الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
٢) تعزيز التوجه الاستراتيجي للشركة
- القيادات التي تملك رؤية واضحة ومحددة لهويتها الشخصية، تستطيع توجيه الشركة نحو استراتيجيات متوافقة مع قيمها.
- تنعكس رؤية القيادات الواضحة على القرارات الكبرى للشركة، مثل الاستحواذات، الشراكات، وسياسات الاستدامة.
مثال: إيلون ماسك Elon Musk، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، ربط هويته الشخصية بالطموح والابتكار، وهو ما دفع تسلا وسبيس إكس لتبني قرارات محفوفة بالمخاطر لكنها مميزة.
٣) تعزيز المصداقية أمام الشركاء
- الهوية الشخصية المتفردة للقياديين تسهم في جذب الشركاء والمستثمرين. القرارات التجارية المدعومة برؤية واضحة تُبنى على علاقة شخصية قوية بين القيادة وشركائها.
مثال: شيريل ساندبيرغ Sheryl Sandberg خلال منصبها كمديرة العمليات في فيسبوك، استغلت هويتها الشخصية التي تركز على تمكين المرأة لتعزيز سياسات التنوع داخل الشركة.
كيف تؤثر الهوية الشخصية للقياديين على علاقاتهم في الشركات الكبرى؟
١) تحسين التعاون والتواصل
الهوية الشخصية القوية تتيح لقادة المستوى التنفيذي بناء علاقات قائمة على الاحترام والثقة. عندما يدرك المديرون التنفيذيون قيمك وأهدافك، يصبح من السهل الوصول إلى توافق حول القرارات.
٢) بناء صورة إيجابية
قادة الأعمال الهوية الشخصية القوية يصبحون قدوة داخل مجالس الإدارة، حيث تعزز هذه الصورة الاحترام المتبادل بين الأطراف وتُسهل الوصول إلى التفاهمات الاستراتيجية.
مثال جاك ما Jack Ma، مؤسس علي بابا، استفاد من شخصيته الكاريزمية وقيمه حول الابتكار والتواصل ليبني علاقات متينة مع أعضاء مجلس الإدارة وشركاء الأعمال.
إذن كيف تبني هويتك الشخصية داخل بيئات الأعمال؟
1) شارك معرفتك وخبرتك وقصص نجاحك عبر اجتماعات، ورش العمل، والنشرات الداخلية للشركة لتعزز مكانتك كخبير يمكن الاعتماد عليه.
2) اظهر بشكل منتظم في المناسبات مثل المؤتمرات والندوات التي تعكس قيم الشركة وأهدافها مع نشر محتوى يتماشى مع استراتيجيات الشركة عبر المنصات الاجتماعية.
3) عزّز القيم المشتركة بينك وبين الشركة من خلال:
- دمج قيمك الشخصية مع قيم الشركة لإظهار التوافق بين أهدافك وأهداف المؤسسة.
- التعبير عن هذه القيم في الاجتماعات والرسائل الرسمية.
- توضيح نقاط القوة المشتركة بينكم وكيف بإمكانها تعزيز النجاح.
4) ابني تحالفات داخلية لتعزز من تأثيرك على القرارات الكبرى وتسهيل بناء علاقات إيجابية مع المديرين والموظفين وصنع علاقة مهنية ناجحة مع زملائك ومدرائك.
قصص نجاح لمحترفي التسويق الذين أثّروا على مستوى الشركات
-
فيليب كوتلر Philip Kotler
الملقب بـ (أبو التسويق الحديث) استطاع التأثير على شركات كبرى من خلال تقديم استراتيجيات مبتكرة تعتمد على فهم أعمق لسلوك العملاء. ساعدت أفكاره شركات مثل IBM على تحسين استراتيجياتها التسويقية.
-
سيمون سينك Simon Sinek
اشتهر بكتابه “Start with Why” الذي يركز على القيادة الملهمة. تأثيره امتد إلى شركات كبرى مثل آبل، حيث ساعدهم على تحديد أهدافهم بناءً على القيم وليس فقط المنتجات.
- عبدالله العجمي Abdullah alajmi
خبير التسويق السعودي المعروف بإسهاماته الكبيرة في بناء العلامات التجارية الناجحة في السوق السعودي.يعتمد في هويته الشخصية على الابتكار والإبداع مما خلق له تأثير واسع في مشاريعه الاستشارية وتسليط الضوء على أهمية استراتيجيات التسويق الحديثة للشركات الكبرى.
وبذلك، فإن الهوية الشخصية ليست مجرد أداة للترويج الفردي، بل تُعتبر أحد محركات النجاح المؤسسي. القادة الذين يملكون هوية شخصية قوية لديهم قدرة أكبر على التأثير في قرارات الشركات الكبرى وبناء علاقات متينة مع نظرائهم التنفيذيين. كما يقول المثل السعودي: “من يعلي بنيانه يحسب أساسه”، بناء هوية شخصية قوية يتطلب رؤية واضحة وجهودًا مستمرة.
مصادر مفيدة: